ما أنس لا أنسى مدينة في الجنوب الشرقي من بلادي . برغم تواضعها، وهشاشة بنيتها التحتية إلا أني لا أنسى أهلها الطيبين الكرام. ولا أنسى أياما جمعتني وإياهم على الخير المتبادل فتحية خالصة إلى جميع سكان مدينة بوعرفة.
هي مدينة لا يجد فيها الباحث عن الأضواء والشوارع الكبيرة ضالته. ولا يلفي فيها من همه المرور مرور الكرام على عادات الناس أي معنى لمدينة متحضرة. مدينة متواضعة بأبنيتها الحمراء ودروبها التي تكفيك نصف ساعة لاكتشافها جميعا. بالنظر لصغر مساحتها .ولكن صغرها هدا يجعلها تضم إضافة إلى سكانها الأصليين -بني كيل - سكانا آخرين من فجيج وإيش وتندرارة والمنكوب... ينضاف لهؤلاء حشد من الموظفين من مختلف جهات المملكة.
ومع المساء يكتظ شارع" المسيرة " الدي يشكل أهم شارع بالمدينة. وفي الليالي الخالية من الزوابع الرملية تكون الحديقة الجميلة المتواجدة بالقرب من عمالة الإقليم والمحكمة الابتدائية مكانا يجد فيه الباحث عن الهدوء والسكينة ما أراد.
لا توجد في المدينة معامل أو مصانع تستقطب الشباب، وهدا ما يجعل المدينة على غرار مدن الإقليم تعاني الفقر والحاجة. وتعتبر التمسكينة وهي إشارة من سكان المدينة إلى المساعدات العمومية من المواد الغدائية مشهدا من المشاهد التي تلفت انتباه كل شخص يمر أمام مقر جماعة بني كيل أثناء توزيعها.
مدينة فقيرة ، لكن غناها التاريخي كفيل بأن يجعل منها ومن باقي مدن الإقليم بوابات للسياحة وفرص التشغيل . والتقدم بنفس وتيرة المدن الكبرى